Explore the vast range of titles available.

تعد الرواية جنسا أدبيا أساسه اللغة المكتوبة، فهي تتأسس على عنصر السرد بالدرجة الأولى، والذي يلتقي في غالبه بعنصر الوصف، حيث يشكلان معا امتدادا تحكمه بنية حدثية مبنية على توالي الأسباب وما ينتج عنها، كما يذهب إلى ذلك تودوروف. إضافة إلى وجود سارد وشخصيات وفضاءات وأزمنة، وهي بذلك تلتقي مع مجموعة من الأجناس الأدبية الأخرى في هذا الجانب، كجنس الحكاية والقصة. لكن ما يميزها هو كونها جنسا أدبيا قابلا لاحتواء مختلف الأجناس الأخرى وصهرها في بنائه، فلم تعد الرواية تتمثل في ذلك الخط الأفقي التتابعي للحكاية، بل سعت للمصاهرة مع الفنون الأخرى التي عملت على (تغذية وحدات السرد بطاقات جديدة، وان تمدها بعناصر حيوية تزيد من فاعليتها الفنية وتنقلها إلى مساحات عمل مبتكرة تضاعف من إمكانياتها الإبداعية).

يستند البحث التداولي على عدة مفاهيم ومرتكزات لفهم الظواهر اللغوية وإجلاء مقاصدها، فقد تجاوزت التداولية البحث الشكلي البنيوي الذي يتناول المعنى في نطاق تركيب الألفاظ بعيدا عن السياق المحيط بها. والإشاريات واحدة من أهم هذه المرتكزات، فهي علامات تتحدد دلالتها بالتداول انطلاقا من دورها المهم في تكوين الخطاب، إذ تعمل على الكشف عن عناصر النص من أشخاص وأزمنة وأماكن وغيرها، وتوضيح مقصدية المرسل من خلال سياق النص. أى إنها تعمل على الإعانة على تفسير الملفوظ المادي للخطاب الذي وردت فيه.