Explore the vast range of titles available.

لا شك أن أهمية المسائل الفقهية التي أوردها العلماء في باب الكفارات كبيرة، وذلك لكثرة السؤال عنها، وعدم اختصاصها بأفراد أو فئة من المسلمين كما هو الواقع في بعض مسائل الفقه. وقد تتبعت ما ذكره العلماء في هذا الباب، فوجدت أن أكثر مسائله قد بحثت، إلا أن مسألة من مسائل هذا الباب لم تفرد بالتأليف، ولم تجمع- حسب ما ظهر لي - جمعا شاملا لجميع ما أورده العلماء فيها، وخاصة فيما يتعلق بالأدلة، فأحببت أن أقوم بتتبع جميع ما ورد فيها، ودراستها دراسة شاملة، وهي مسألة: \"وقت أداء الكفارة\". وهذه المسألة يتوقف عليها إجزاء الكفارة من عدمها، وقد ظهر لي من خلال البحث أن هناك فرق بين الشرط والسبب عند العلماء، ويترتب على هذا التفريق أمور، كذلك أن من آثار التفريق بين الشرط والسبب في هذا البحث هو أن إجزاء وصحة الكفارة مرتبطة بالسبب، فإذا قلنا بأن سبب الكفارة هي اليمين، جاز التكفير قبل الحنث، وإذا قلنا بأن سبب الكفارة هو الحنث، فلا يجزئ التكفير إلا بعد الحنث، أيضا أن الاتفاق منعقد على عدم إجزاء الكفارة قبل اليمين، وإنما الخلاف في صحتها بعد اليمين وقبل الحنث. وقد ترجح لي أن وقت كفارة اليمين، هو ما عليه مذهب المالكية والحنابلة، من أن الكفارة تصح قبل الحنث، سواء كانت بالعتق أو الصيام أو الإطعام.

عمدت في هذا البحث إلى دراسة أبرز المسائل التي قد تعرض للقاضي عند الفصل بين الخصوم من مسائل باب الظهار، فمن ذلك ألفاظ الظهار وما يترتب عليه كل لفظ، ودراسة حكم تعليق الظهار، وبيان حكم الاستمتاع بما دون الفرج للمظهر قبل أن يكفر، وبيان ضابط العود في الظهار، وما يترتب عليه من أحكام، وبيان الراجح من قول أهل العلم في ذلك حسب ما يظهر من الأدلة والدلالات.

يهدف البحث إلى بيان المنهج الذي عالجت به سورة الأحزاب قضيتي الظهار والتبني، وذلك من خلال آيات التبني والظهارة في سورة الأحزاب، وقد اتبع الباحثان المنهج الاستقرائي التحليل في تتبع الآيات التي عالجت التبني والظهار، وتوضيح معانيها وطريقة معالجتها للتبني والظهار من خلال الاطلاع على أقوال علماء التفسير، وقد توصل الباحثان إلى مجموعة من النتائج، منها: التعرف على منهج القرآن الكريم في علاج العادات المتأصلة لبناء مجتمع متماسك سالم من الآفات.

يتناول هذا البحث تحقيق جزء من مخطوط قيم، ومفيد، في الفقه الشافعي، وهو كتاب الظهار، من كتاب: \"الشامل\"، للعلامة الفقيه الشافعي: عبد السيد بن محمد بن الصباغ (ت 477 ه)، وهو شرح لمتن من أهم متون الشافعية، وهو: \"مختصر المزني\" للعلامة إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني (المتوفى: 264 ه). وقد تناول القسم الدراسي من هذا البحث على التعريف بالمؤلف، وبيان اسمه، ونسبه، ومولده، ونشأته، وشيوخه، وتلاميذه، ومؤلفاته، ووفاته، ثم بعد ذلك بينت منهج التحقيق، وفي قسم التحقيق تناول البحث مسائل كتاب الظهار من كتاب \"الشامل\" لابن الصباغ، وذلك وفق منهج التحقيق الذي بينته في القسم الدراسي.