Explore the vast range of titles available.

تتناول هذه الدراسة العلمية ببعض التفصيل النشاط العلمي، وحركة الرحلة العلمية من إقليم حلي بن يعقوب خلال العصور الإسلامية الوسيطة والمتأخرة إلى مراكز العلم المجاورة في الحجاز واليمن؛ ومحاولة استقصاء جوانب الموضوع- قدر المستطاع، ووفق المادة العلمية المتاحة- في هذا الإقليم خلال هذه الفترة الزمنية، سعيا من الباحث إلى مناقشة، ودحض ما ذهب إليه المؤرخ الجندي (732هـ) من أن \"غالب أهل هذه البلاد هم أميون\". مع التركيز خلال ذلك على الرحلة إلى اليمن بقسميه الأعلى والأسفل؛ وتسليط الضوء على رحلة الفقيه العلامة عبدالقادر بن حمزة من وادي \"يبه\" الواقع ضمن حدود الإقليم إلى اليمن الأعلى لطلب العلم، خلال القرن العاشر وبداية الحادي عشر الهجريين، وعلى جوانب من حياته، وجهوده العلمية، ليكون هو المحور والأنموذج الذي تدور حوله هذه الدراسة. وتوصل البحث إلى وجود نشاط علمي في هذا الإقليم أسوة بغيره من أقاليم الشريط الساحلي، وإن لم يكن على مستوى البلاد المجاورة كمكة المكرمة أو اليمن. ونظرا لكون النشاط العلمي بها محدودا، ولضعف عوامل الجذب والاستقرار نتيجة شح الموارد الاقتصادية، فقد نشطت الرحلة العلمية منها إلى حواضر العلم المجاورة كالحجاز، واليمن، والمخلاف السليماني. وقد برز منها حملة للعلم، وشعراء نابغون، وكانت للكثير منهم جهود في النشاط العلمي والأدبي في البلدان التي رحلوا إليها، واستقروا بها.

يعد الفقيه العلامة صالح بن صديق النمازي الخزرجي أحد أبرز علماء المخلاف السليماني (منطقة جازان) في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي، تخصيصا واليمن عموماً، فقد برزت جهوده في النشاط العلمي، تدريساً، وتأليفاً. هذا إلى دوره في جوانب من الحياة العامة من خلال مناصب الإفتاء والخطابة وغيرها. وعليه فقد تناولت أسمه ونسبه ومولده، ثم جوانب من حياته الشخصية - بحسب الشذرات المتاحة - فرحلاته في طلب العلم، وشيوخه وحاولت بقدر الإستطاعة التعريف بتلامذته، وحرصت على أن أورد كل ما وقع تحت يدي من ثناء العلماء عليه ووصفهم له والإشارة إلى مكانته العلمية واستقصيت ما وسعني الإستقصاء في التعريف بمؤلفاته ومصنفاته، كما تحدثت عن وظائفه ومناصبه العلمية. وختمته بوفاته، وأهم ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج.

هذا تقرير عن زيارة مكتبة الأمبروزيانا في ميلانو بإيطاليا، للاطلاع على ما فيها من مخطوطات تخص علماء المخلاف السليماني وغيرهم، والإشارة إلى عدد من المجاميع والنسخ الخطية التي تم الاطلاع عليها لبعض علماء الجزيرة، ومنهم العلامة النمازي، والعلامة إدريس بن محمد التهامي النعمى. والفقيه علي بن يحيى الضمدي التهامي، ويحيى بن أبي بكر العامري الحكمي، وغيرهم، ومجموع يضم عدة رسائل للإمام محمد بن عبدالوهاب. كما تضمن التقرير جهود دارة الملك عبدالعزيز التي دعمت الزيارة في التعاون مع المكتبة في مجال المخطوطات والوثائق، وتبادل الخبرات والإفادة مما لدى المكتبة من مخطوطات تتعلق بتاريخ الجزيرة العربية.

يهدف هذا البحث إلى التعريف بالمدن العلمية في المخلاف السليماني -منطقة جازان -خلال القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين، وتتبع كل ما ورد عنها من معلومات وقفتُ عليها في ثنايا المصادر التاريخية والبلدانية وغيرها، متناولا نشأة هذه المدن، وتطورها عبر العصور التاريخية الإسلامية، مع الإشارة إلى أهم ملامح الحياة العلمية فيها، والدور الذي قامت به مساجدها وجوامعها في الحركة العلمية، والإلماح إلى الأثر الذي تركته هذه المدن في حركة النشاط العلمي في إقليم المخلاف السليماني خلال هذين العصرين. كما تطرقت في التمهيد بإشارات سريعة الى بعض المدن والقرى التي ظهرت في العصور الاسلامية المبكرة ثم اندثرت، وزالت من الوجود، وخاصة مدينة عثر عاصمة الاقليم في العصور الاسلامية المبكرة، والتي كان للجامع الكبير بها أثره في الحركة العلمية وقت ذاك.

يعد كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة (مصطفى الرومي الشهير بكاتب جلبي) من أهم موسوعات فهارس الكتب، فقد رصد فيه ألاف الكتب العربية والفارسية والتركية، ومنها بعض مؤلفات علماء ومؤلفي اليمن، ولكن لأسباب عديدة تطرقت لها لاحقا شاب كثيرا من هذه المؤلفات الأخطاء سواء في عناوين الكتب، أو أسماء مؤلفيها، وتواريخ وفياتهم، إلى غير ذلك من أمور الوهم والخطأ، وهذا البحث جعلته عرضا مستقصى قدر الطاقة لكل ما ورد عنده من مؤلفات اليمنيين، ونقد لما اكتنفها من أخطاء متتبعا ذلك بالتصحيح، وكشف الوهم، وإكمال ما نقص وسقط على المؤلف، مع إضافة معلومات توضح جوانب لابد منها في هذه المؤلفات.

خلصت الدراسة إلى أهمية الدراسات في هذا الجانب لإبراز أعلام وعلماء المخلاف السليماني في العصور الإسلامية الوسيطة؛ إذ إن الدراسات التي ترصد الحياة العلمية وتراجم علماء القرن العاشر وما قبله نادره، بل معدومة، وذلك لقلة المصادر من جانب، ولأن الكثير منها ما زال في حكم المخطوط أو المفقود.