Explore the vast range of titles available.

تتناول الدراسة استشراف المستقبل لمواجهة تحديات العمل الأمني حيث أن الإنسان على الدوام لديه خوف فطري من المستقبل المجهول، لذا عمل جاهدا على استشراف المستقبل والتعرف على ملامحه ومحاولة التعامل معه، وقد ساد لفترة طويلة الاعتقاد بأن الإنسان محكوم بمستقبل لا دخل له به، ولا يستطيع أن يؤثر فيه، ومع زيادة المخاطر والتحديات التي تواجه البشرية، ومع تطور العلوم وتقدم التقنيات التكنولوجية والذكية، تحولت النظرة للمستقبل نحو الإيجابية، وأصبح المستقبل ليس ذلك الشيء المقرر سلفا والمفروض قهرا، ولكنه شيء يمكن التأثير فيه، بل ويجب المساهمة في بنائه وتشكيله وصياغته ليكون مواتيا وليس معرقلا، ومن هذا المنطلق ظهر نهج الإدارة الإستشرافية. ولقد واجهت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها وظهورها على خريطة العالم السياسية وحتى الوقت الراهن سلسلة متنوعة من المهددات في المجال السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، ولا يخفى علينا بأن هناك تحديات وجدت أثناء قيام اتحاد دولة الإمارات، وتمثلت في بناء ولم شمل أبناء الإمارات تحت راية واحدة، بالإضافة إلى عملية بناء الدولة وتنميتها، والجانب الآخر من التحديات كان بفعل الحداثة والتطور نتيجة التقدم العمراني والصناعي الذي حققته الدولة منذ نشأتها، وأقصد بذلك مشاكل التركيبة السكانية والعمالة الوافدة التي تندرج تحت التحديات الاجتماعية، والجزء الآخر من التحديات يكون ذو صناعة خارجية، ونعني بذلك مخاطر العولمة وثقافاتها التي تفرزها وسائل الإعلام الدولية سواء المرئية أو المسموعة على المجتمع الإماراتي.