Explore the vast range of titles available.

يعد البحث في سير الأئمة والتابعين من الأمور الأساسية في التاريخ الإسلامي، لأنهم الدعائم التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وصلاحه ووحدته، والأعمدة التي أقيمت عليها دولة الإسلام، ومن أولئك الأئمة الإمام الأوزاعي، صاحب المساهمات الكبيرة في الجوانب العلمية خاصة الفقه. قسم البحث إلى مقدمة وثلاثة مباحث، تحدث الأول عن نشأة الإمام الأوزاعي وأصله، حيث عالج الثاني مذهب الإمام الأوزاعي وأثره في بلاد الشام، وتناول المبحث الثالث وفاة اغتيال الإمام الأوزاعي.

يعد الحديث عن حركة الفتوحات الإسلامية والسبل التي اتبعها القادة الفاتحون من الأمور التي يجب العناية بدراستها؛ لأن رغبة الخلفاء الراشدين في نشر الإسلام هي النواة التي ارتكزت عليها الفتوحات الإسلامية، ويعد إقليم أذربيجان من أهم الأقاليم التي اتجهت إليها الجيوش الإسلامية. قسم البحث على ثلاثة مباحث ومقدمة وخاتمة، تكلم المبحث الأول عن الموقع والطبيعة الجغرافية لإقليم أذربيجان، أما المبحث الثاني فعالج حركة الفتوحات الإسلامية لإقليم أذربيجان، وتناول المبحث الثالث سياسة الخلفاء الراشدين في نشر الإسلام بأذربيجان. توصلت الدراسة إلى عدة نتائج هامة منها: قلة المعلومات المتوافرة، خاصة في الفترات الزمنية المبكرة للدولة الإسلامية، وأن حركة الفتوحات لإقليم أذربيجان تمت على عدة مراحل، كما عالجت الدراسة سياسة الخلفاء الراشدين لنشر الإسلام بأذربيجان وجعلها تابعة للدولة الإسلامية.

يعد مذهب الإمام الأوزاعى من المذاهب الفقهية السنية التي شهدت نشاطاً ملحوظاً ببلاد الشام خلال القرون الثلاثة الأولى للهجرة، حيث كان لمولد واستقرار الأوزاعى ببلاد الشام أثر في انتشار مذهبه بها. كان مذهب الأوزاعى ينتمي إلى الحديث، فكان يقيس الحياة بمقياس نصوص الوحي والسنة النبوية، وقد اتبعه أهل الشام والفقهاء المعاصرون له في بلاد الشام على هذا المنهج. أن الفقه الإسلامي لم يتم تدوينه، ولم يتم ترتيبه قبل عهد الأوزاعى؛ ولكن الظروف اقتضت-لأسباب مهمة-أن يدون الفقه الإسلامي، حتى أصبح وحدة مستقلة في تميزه وتمام نضجه عما كان، فيعد الأوزاعى حامل للواء هذا النشاط العلمي بالشام، بالإضافة إلى فضله الكبير في تدوين الحديث النبوي الذي هو المادة الواسعة للفقه الإسلامي. وقد قام الأوزاعى بوضع كتاب لمعالجة القضايا التي تتعلق بأحكام الحرب، ومعاملة أفراد العدو، وتوزيع الغنائم، والتي نشأت عن الفتوحات في بداية ظهور الدعوة الإسلامية، وتطرق إلى بعض القضايا والمبادئ العامة، فجاءت أحكامه بناء على دراسة عملية نتيجة احتكاكه بشئون الحرب والعدو ومواطني الدول غير الإسلامية. لقد أثر الإمام الأوزاعى على المجتمع الشامي بجميع فئاته، فكان لمذهبه دور كبير في الترابط والتضامن والتواد بين أبناء الشام. كما شارك الإمام الأوزاعى في الأحداث السياسية التي عاصرها وذلك من خلال تقديم الوعظ والنصح للخلفاء والولاة إما عن طريق المكاتبة أو عن طريق لقائهم ومحادثتهم.