Explore the vast range of titles available.

أطلق الباحث بيير غلود في إحدى مقالاته مصطلح التحليل النفسي للسيرة الذاتية على طريقة نقدية حديثة تهدف إلى تحليل النصوص الأدبية. غالبا ما يعتبر النص الأدبي لسان حال كاتبه. إذ تختبئ وراء الكلمات حياة عاشها الكاتب أو أراد أن يعيشها. إن مذهب التحليل النفسي الذي قدمه فرويد مطلع القرن العشرين وفر طريقة جديدة لتحليل شخصية الكاتب من خلال نصه معتبرا أن كل عمل أدبي ليس إلا حلما راود كاتبه. سنقوم من خلال بحثنا هذا بتحليل عناصر السيرة الذاتية للكاتب في الأعمال الأدبية وبخاصة في أعمال ستاندال وكافكا وإيونيسكو.

يتتبع هذا البحث مجموعة من العلاقات النصية التي تتواشج فيما بينها لإقامة شعرية النص، وتجعل منه عملا أدبيا متناسقا موسوما بالفنية. وتبحث الدراسة هذه العلاقات انطلاقا من مقولة (المتعاليات النصية) التي نادى بها جيرار جينيت وأقر مصطلحاتها. فيتناول البحث علاقة (المناص) وأثرها في توطيد رسالة العمل وهدفه من خلال بنائية العتبات الموازية، ثم علاقة (التناص) والوقوف على أنواعه التي تكتنف المجموعة القصصية. ثم تتناول الدراسة علاقتي (الميتانص -الاتساعية النصية) وأثر علاقتهما الجدلية التفاعلية النقدية في بناء العمل أدبيا. وأخيرا يقف البحث أمام علاقة (معمار النص) ليحدد جنس العمل الأدبي؛ منعما النظر في قضية تداخله مع أنواع أجناسية أخرى من عدمه. إن عناية البحث بالتدقيق في هذه العلاقات النصية؛ يأتي في إطار السعي الحثيث لفتح آفاق رحبة أمام الترهين الجمالي للنصوص، بشكل يقوم على فهم العلاقات التي يقيمها النص مع ملحقاته ذاتها ومع غيره من النصوص، وإدراك أثر كل ذلك في توجيه خطاب النص ودلالاته المشكلة لجوهر كل نص أدبي.