Explore the vast range of titles available.

في عالم يتسم \"بالعولمة\" ويتقدم بأقصى سرعة ويتصف بتعددية التخصصات، لا جدوى من رسم حدود فاصلة للنشاطات الإنسانية. يتنافس المتخصصون في كل المجالات ويسعون حثيثا للتجديد، بيد أن الأفكار الأكثر ابتكارا تنبع من التاريخ. وانطلاقا من هذه الفكرة فإن اللجوء للصورة يعد مصدر قوة في كل زمان. فالصورة احتلت دائما الصدارة بقدرتها على التواصل التي تتفوق على الكلمات وبالآفاق التي تفتحها للخيال. وهكذا تتغلب الصورة على الكلمات من واقع أنها تكثف الأفكار دون شائبة وتنقل الرسائل بسرعة فائقة دون المساس بالمعنى وتخاطب ببساطتها كل الطبقات من مختلف الثقافات دون تمييز. إن الصورة تساوي ألف كلمة كما قال كونفوشيوس، فكم من مرة وفرت الصورة الوقت والجهد ونقلت الرسالة بكفاءة؟ وكما تؤكد مارتين جولي، سبقت الصور الكلمات وحاليا مهدت التكنولوجيا الحديثة الطريق وفتحت الباب على مصراعيه لوسائل الاتصال في كل المجالات. إنه العصر الرقمي الذي يشجع استخدام الصورة. وبالتالي ووفقا لفرديناند دي سوسير \"اللغة ليست منظومة الإشارات الوحيدة التي تعبر عن الأفكار\". وبلا شك إن تحليل الصورة هي وسيلة ترفيه للذكي ومن الجدير بالذكر أن الربط بين الترفيه والذكاء يذكر بأن تفسير الصورة ليس نشاطا تلقائيا يمكن ممارسته بلا جهد. فكلما كان المتلقي واعيا وذو دراية بالسياق كلما ارتفعت القيمة الفنية والتواصلية للصورة. ولكن ماذا بشأن الجانب الآخر لهذه الوسيلة خاصة في ظل العصر الرقمي؟

درس هذ البحث النقد الثقافي، باعتباره منهجا جديدا تناول الأنساق الثقافية في الخطابات والنصوص، وقد أرسى أسس هذا التوجه النقدي العربي، عبد الله الغذامي بمنهج يقتبس مصادره من دراسات غربية تنظر للنقد الثقافي وتشتغل في طروحاته، فأحدث معارك نقدية في الساحة العربية، أبى بعضها إلا أن تضيء جوانب هذا الاتجاه النقدي، وتؤثث تجربته النقدية، فسعت هذه الدراسة للتبئير بصياغة جديدة فيما هو ثقافي في الخطاب الروائي المغربي المعاصر، وما يختزنه من أبعاد تضمر أنساقا متخفية بعباءة الجمالي، وقد تم تقسيم البحث إلى مقدمة ومدخل وثلاثة مباحث، المبحث الأول: بروز النقد الثقافي بوصفه رد فعل تاريخي. المبحث الثاني: مفاهيم النقد الثقافي عند الغذامي. المبحث الثالث: الأنساق المتضادة في خطاب الرواية المغربية المعاصرة. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أبانت عن مجموعة من الأنساق التي تضمر خطابا هامشيا غير معلن عنه على مستوى الأنساق المتضادة في الرواية المغربية المعاصرة، التي أسهمت آليات النقد الثقافي في الكشف عن بعضها.

يتناول هذا البحث البناء الفني لشخصية الرجل المسن (عمار) في رواية \"سراج\" لرضوى عاشور، التي كتبتها عام 1989م. اعتمدت في دراستي في المقام الأول على المنهج الفني، كما أستعنت بالمنهج السيميائي أيضا، حيث قمت بقراءة النص وتناولت طريقة الكاتبة في تقديم الشخصية، والتقنيات الفنية التي استخدمتها في رسم أبعادها، وأثرها في بناء العمل الدرامي، وعلاقة ذلك بالظروف المحيطة والواقع المعيش، وما فيه من إسقاطات معاصرة، وذلك من خلال المحاور الآتية: الكاتبة والنص، سيميائية الاسم، سيميائية البناء الخارجي للشخصية، سيميائية الملامح الداخلية للشخصية، توظيف التقنيات الفنية في رسم ملامح الشخصية، وهي: الحلم، والرسائل، والتذكر.

الدراسة هي محاولة لتحليل قضية أزمة الهوية والتفكك الاجتماعي للنساء والرجال المصريين في حارة المدق. يكرس نجيب محفوظ كتاباته لنقل رسالته الحقيقية ليس فقط عن معاناة شعبه واضطهاده ولكن أيضا عن المجتمعات المظلومة ولمستغلة في جميع أنحاء العالم العربي. على عكس بعض الدراسات التي توصلت إلى أن النساء أكثر تمسكا بالعادات والتقاليد والدين والثقافة، تظهر هذه الرواية الجانب المعاكس، فالمرأة أكثر انفتاحا وتأثرا بالثقافة الغربية من الرجل في المجتمع المصري. الهدف من الدراسة هو إظهار كيفية التعامل مع هذه القضايا التي لا تزال ذات صلة ومثيرة للجدل في مصر. غالبا ما نظر نهج ما بعد الاستعمار في آثار الاستعمار على الثقافات والهويات والمجتمعات واللغة والسلوك وأنشطة المصربين وكيف يتأثر هؤلاء الأشخاص بالاستعمار في مصر في ذلك الوقت. وخلص إلى أن نجيب محفوظ يعالج بنجاح قضايا فقدان الهوية والتفكك الاجتماعي للمرأة والرجل وخلق الوعي لبناء مجتمع حديث وصحي. ينقل صوته إلى الجهات العليا بالدولة لمعالجة أسباب الفساد والعزلة والفقر التي طالت الأشخاص الذين قضوا حياتهم يائسين وفقدوا هويتهم في مصر. نجح أيضا في كشف شرور المجتمع المحبط والمتأثر بالثقافة البريطانية لزيادة وعي الناس ليعيشوا في وئام وسلام.

تنطلق هذه الدراسة من المنهج الموضوعاتي للكشف عن التيمة الرئيسة في رواية بساتين البصرة لمنصورة عز الدين، والتقنيات السردية المستخدمة في تشكيل بنية الرواية. وقد توصلت الدراسة إلى أن التيمة المهيمنة على الحكي هي \"تيمة الخطيئة\" حيث ناقشت الكاتبة من خلالها بعض مبادئ المذهب المعتزلي، فقد سلطت الضوء على حكم مرتكب الكبيرة في المذهب المعتزلي وعلى مبدأ نفي القدر من خلال وضع الشخوص في مواقف درامية اختاروا فيها أفعالهم بإرادتهم تطبيقاً لمذهبهم مما تسبب ذلك في ارتكابهم للعديد من الكبائر وقد اعتمدت الكاتبة في تشكيل البنية السردية على عدة تقنيات هي: التوازي الزمني والمكاني والروابط بينهما وتشمل (فكرة تناسخ الأرواح - تقنية الحلم - المخطوطات - تكرار الجرائم)، تعدد الرواة، تعدد المستويات اللغوية، تقنية التناص. هكذا تعد رواية بساتين البصرة من روايات التجريب الروائي حيث ابتكرت فيها الكاتبة عوالم متخيلة جديدة في الكتابة مستخدمة في ذلك عدة تقنيات سردية جديدة في تقديم عالمها المتخيل. فضلاً عن استخدام مستويات لغوية متعددة في التعبير.

هذا البحث هو دراسة ذاتية، تأويلية حول بناء الشخصية المركزية والدلالة في قصة \"هدهد العطار\" للكاتبة كلارا سروجي شجراوي. لقد خاض البحث أولا في تحديد الشخصية المركزية بضوابط نصية في القصة المدروسة، وفقا للموديل السيميائي للباحث المعروف إبراهيم طه الموسوم ب موديل سيميائي إدراكي (Semiotic Cognitive Model) وقد تدرجنا ابتداء من توصيف الشخصية المركزية وتأطيرها الفكري والفني على طول النص، ومن ثم تحديد نوعية البطولة التي تسم الشخصية المركزية مع الأخذ بالحسبان وظائف الشخصيات الأخرى المساعدة والمعوقة. وقد كشقنا أن الشخصية المحورية تعتبر \"لا بطل\" وفقا للمعايير التي طرحناها، في المقابل فإن شخصية \"الملكة\" شكلت عنصرا سيميائيا هاما، فهي شخصية ظل للملك، ولها دور هام في تطور الحبكة وصولا إلى العقدة.

يعنى هذا البحث بتحليل المكون السردي في مأساة واق الواق في ضوء النظرية العاملية لجريماس من خلال التركيز على البنية العاملية والعلاقات الثابتة التي تحكمها، والبرامج السردية للعامل الذات الإجرائي في سبيل تحقيق مشروعه في التحول للاتصال بموضوع رغبته، وقد خلص إلى: تعدد أدوار العامل بتعدد العلاقات التي تحكمه والموقف من موضوع الرغبة (البحث عن الوطن) باختلاف سياقات البحث بين الواقع والحلم. كما تعددت البرامج السردية للعامل الذات العزي محمود فشلا ونجاحا بحسب حجم الصراع مع المعيقات؛ ففشل برنامج البحث عن الوطن في الواقع لجهل الواقع ببلاده ونجح برنامج البحث حلميا، تعريضا بصمت العالم عن المشكلة اليمنية، وتعرية لتقاعسه وإدانة للطغيان وتحريضا للشعب على التحرر.

نعيش في عصر رقمي بثورته التكنولوجية الهائلة التي شملت جميع مناحي الحياة، مما فرض تحديات كبيرة على المبدعين، وأحدث تغيرات جديدة في تقنيات الكتابة الإبداعية، وفي العلاقة بين المبدع والمتلقي أيضا. تهدف الدراسة إلى الكشف عن مدى إمكانية إفادة الرواية المعاصرة من تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي التعبيرية، وبخاصة اللغة التي تعد بؤرة الرواية ومركزيتها الدالة، فضلا عن تصوير العالم الداخلي لشخوص الرواية، وذلك بالكشف عن حركتها القلقة في عالم افتراضي لا حدود له. وقد احتفى الروائي الأردني فادي المواج الخضير في روايته (أنثى افتراضية) الصادرة عام 2016م بأسلوب وسائل التواصل الاجتماعي في التعبير، والكشف عن المعنى الساكن في وجدان الشخوص والمتلقين على السواء، فالرواية بشخوصها وأحداثها بث لمكنونات الذات المقهورة في فضاء افتراضي حالم، كانت الأنثى مركز الشخوص فيه، ومبعث همومها. تقوم الرواية على مشاهد منفصلة، ومفصلة معا لوقائع ذات اتصال بوسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتضح الفضاء الافتراضي في تصوير المشاهد من خلال تنظيم روائي مدهش لفاعلية الفضاء البصري، بعدما أخضعت اللغة الروائية تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي لمركزيتها المنتجة للأحداث.