Explore the vast range of titles available.

كانت بعض المدن المصرية أثناء الحرب العالمية الثانية هدفاً لغارات طائرات دول المحور بسبب الموقف الودي الذي وقفته مصر إزاء الحليفة بريطانيا تنفيذاً لاشتراطات معاهدة 1936م وذلك على الرغم من وقوف مصر على الحياد من الناحية الرسمية. وقد صحب هذه الغارات- كما سبقها وتلاها- أكبر موجة للهجرة الجماعية تشهدها مصر في تاريخها الحديث، وترتب على ذلك تشرد عدد كبير من السكان قدر بمئات الآلاف، فقد فر عدد كبير من سكان القاهرة والإسكندرية ومدن القناة من بلادهم بحثاً عن أماكن أخرى أكثر أماناً داخل القطر المصري، وكان مما فاقم من هذه الظاهرة أن المغيرين قد استخدموا في هذه الغارات أحدث أنواع القنابل وأشدها فتكاً وتدميراً، كما أنهم لم يراعوا قيمة لقواعد الحرب ولا لمبادئ الإنسانية. وقد خلفت هذه الغارات العنيفة التي شنها طائرات دول المحور على المدن المصرية مشاكل صحية واجتماعية عديدة كان من أبرزها مشكلة الهجرة التي تشبعت إلى مختلف مدن القطر المصري وقراه، ورغم الجهود التي بذلتها الحكومة لاحتواء هذه المشكلة إلا أن تزايد أعداد المهاجرين بدرجة كبيرة وبصورة مفاجئة جعل نتائج الجهود التي بذلتها الحكومة في هذا الإطار غير ملموسة، وهذا البحث يعالج ظاهرة تشرد الأهالي في مصر بسبب الغارات الجوية أثناء الحرب العالمية الثانية.