Explore the vast range of titles available.

يبدو أن الحجر السماوي الأزرق المعروف بـ اللازورد قد عرفته شعوب العالم القديم منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد، والذي سرعان ما اكتسب القدسية في ثقافات تلك الشعوب؛ بسبب لونه الأزرق المشابه للون السماء. أن ندرة وجود هذا الحجر المتحول- شبه الكريم بسبب عمليات تشكله في الطبيعة كنتيجة للتماس الصهيري مع الصخور الكربوناتية (حجر الكلس أو الدولومايت) وندرة إنتاجه في الطبيعة؛ بسبب التعقيد الكبير في عمليات وجوده. فضلا عن، هالة القدسية التي أحاطته في الحضارات القديمة، جعلته يصبح أغلى من بقية المعادن النفيسة المعروفة وقتذاك كالذهب. الأمر الذي دفع بطرائق تجارته للنمو والتطور السريع منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد لتغطي معظم العالم القديم وقتذاك. ظهرت مناجم بدخشان في أفغانستان بصفتها المنطقة الرئيسة والوحيدة تقريبا في العالم القديم لتعدين اللازورد وتصديره، واستمرت أهميتها العالمية بالاتساع مع استمرار جودة أحجار اللازورد المستخرجة من مناجمها، كما في لازورد منجم (سار أي سانغ- Sar- e Sang -). وعلى الرغم من وجود تكشفات صخرية للازورد في منطقة بايكال وغيرها، إلا أن انخفاض جودته جعلته لا يتمكن من منافسة لازورد أفغانستان. استعملت عمليات النقل البري والنهري لنقل اللازورد منذ منتصف الألفية الرابعة قبل الميلاد، ودخل النقل البحري في هذا المضمار بعد عام 3500 ق.م. كذلك، فقد وصلت أحجار اللازورد من أفغانستان إلى العراق القديم في أثناء حضارة العبيد (٤٥٠٠-٣٥٠٠ ق.م) وأصبحت لها أهمية بالغة في حضارة بلاد ما بين النهرين منذ ذلك الوقت. أن تطور طرائق تجارة اللازورد وازدهار تجارته مع مجتمعات العراق القديم، جاء من ندرته وتحول هذه الندرة إلى قدسية بعد دخوله مع الذهب في إنشاء تماثيل ومجسمات الآلهة القديمة لسكان وادي الرافدين.

الثقافة تشكل نموذجا لهوية الأمة وشخصيتها الوطنية والحضارية، حيث ارتبطت الثقافة بالحضارة والتراث الإنساني بوصفها المقياس الحقيقي لأصالة الأمم وعراقتها، وهى العامل المتغير باختلاف الشعوب وما تحمله هذه الشعوب من معتقدات دينية وفكرية وما يترتب عليها من أمور اجتماعية، فهي بمثابة المرآة العاكسة للحقب الزمنية المتعاقبة. ويمكن تلخيص مفهوم الثقافة في إنها مجموعة القيم والمعتقدات والسلوكيات والموضوعات التي تحدد حياة الانسان، وتم تحليل الثقافة لمجموعة من العناصر التي تكون الثقافة ذاتها. التصميم الثقافي يلعب دور مهم في تعزيز الهوية الثقافية أمام التحديات المختلفة وأهمها العولمة، حيث تجلى دور التصميم في صياغة هوية تصميمية تعكس الرؤية الثقافية في عصر تبدو فيه العولمة قادرة على تذويب الهوية أو إلغائها. لذلك يمكن اعتبار التصميم الثقافي بمثابة مجموعة من التوقعات والمعايير والعادات والمبادئ والفلسفات التي تؤثر على التصميم، عن طريق الانخراط في دراسة أبعاد الثقافة المختلفة من اللغة والمعتقدات والاساطير للثقافة التي يتم دراستها، بغرض الوصول الى أبعاد ذات تأثير عميق على التصميم فيما بعد. اما عن التصميم الثقافي وتطبيقه خاصة في مجال تصميم الحلى، فهو يساعد على خلق حالة من الابداع لدى المصمم، عن طريق الانفتاح على الثقافات المختلفة التي تساعد على توسعة مداركه العقلية والعاطفية. فدراسة التصميم الثقافي للجيل الناشئ من المصممين من الممكن أن يخلق فرص أكبر للابتكار والابداع. في هذا البحث قمنا باستكشاف كيفية دمج التصميم الثقافي في مقررات تصميم الحلى، فتم اعداد مشروع تصميمي من قبل مجموعة من طلاب قسم تصميم المنتجات، الهدف منه هو تقديم فهم جيد للتصميم الثقافي لهم وعلى اساس هذا الفهم فإنهم يعملون لمدة 14 اسبوع لتقديم تصميم لحلى ثقافية يمكن تقديمها فيما بعد في الأسواق.

يعتمد هذا البحث على دراسة وصفية تحليلية لمجموعة من أختام أسطوانية غير منشورة محفوظة في المتحف العراقي في بغداد، تصور مشاهد هذه الأختام التي تعود بتاريخها إلى حقبة الألف الثالث قبل الميلاد واحدا من أكثر المواضيع الفنية أهمية وشيوعا على أختام العصر السومري القديم (عصر فجر السلالات) بشكل خاص وأختام بلاد الرافدين بشكل عام، إلا وهو موضوع الصراع والحماية، وقد جاء هذا البحث ليسلط الضوء على أهم الدوافع والأسباب التي دفعت صانعي ومقتني الأختام على اختيار هذا النوع من المواضيع لتكون نقشا مميزا لأختامهم، وقد تمكننا في هذا البحث من التوصل إلى عدد من الاستنتاجات المهمة حول مضمون هذا النوع من المواضيع الفنية التي لعبت دورا مهما في الفكر العراقي القديم.