Explore the vast range of titles available.

يصنف هذا البحث ضمن الدراسات التي تهتم بتحليل النصوص وترتكز على استنباط وفهم الأساليب السردية التي تشكل بناء النص الخطابي في \"غرق الحضارات\" للكاتب أمين معلوف، والذي صدر عام 2019 (Le naufrage des civilisations). إشكالية هذه الدراسة: والأساليب المستخدمة من قبل الكاتب للوصول لهدفه وإنذار القارئ بالخطر المحتمل. ما الهدف من استخدام سمات تعبيرات السيرة الذاتية. في بادئ الأمر قمنا بدراسة الأساليب المستخدمة وتأثيرها على بناء العمل بالإضافة لتحليل سماتها المميزة بغرض معرفة الأهداف التي يريد الكاتب الوصول إليها. ومن أجل ذلك لجأنا لتحليل سمات تعبيرات السيرة الذاتية شائعة الاستخدام في العمل مثل الأحداث السابقة التي عاشها الكاتب ثم سردها كشاهد عيان، أو حتى التي لم يعيشها، بل سمعها من والديه وتدور في منطقة جغرافية عرفت الازدهار الثقافي والاقتصادي والأخلاقي أيضا. وقد أثرت تلك الذكريات بشكل كبير في وجدان الكاتب وأوجدت لديه الشعور بالحنين لهذا الزمن الجميل، وقد شكلت عنصرا هاما- لا يمكن إغفاله- في مسار الدراسة لما تمثله من جزء جوهري في كتابات مؤلف هذا العمل. ثانيا صنفنا الأحداث إلى نوعين: الأول الذي يمجد الماضي ويشهد على احترام الإنسان للقيم الأخلاقية. والثاني الذي يركز على اللحظة الحالية ليحللها ويشرح قيمها العديدة وذلك لتأثيرها على المستقبل ومصير الإنسانية، وبالطبع نبرز الأدوات اللغوية المستخدمة للتعبير عن كليهما. وثالثا عرضنا أدوات السرد المستخدمة من قبل الكاتب لمساعدة القارئ للوصول إلى غايته مثل الصور التشبيهية والتناص والاختيار الموجه للألفاظ ودلالاتها. وفي الخلاصة سنحاول أن نستشف إلى أي مدى نجحت الأساليب الخطابية المستخدمة في تحقيق الهدف المرجو للكاتب.

التعاضد النقلي هو أن تتصف تفكيرنا في النقل واستثمارنا له يوصف الاتساق، فتتسق أطرافه في ذهن العالم المسلم. أما التمايز النقدي فهو القدرة العلمية المتنوعة على التمييز. وعلى هذا، فان تأويلات المفسرين \"العلمية\" تقتضي أولا الوعي الدقيق بالمنحى التمايزي للعمل العلمي الذي يجعل من مسلسل بناء العالم لأفكاره وتشكيله لقواعده وقوانينه ونظرياته مسلسلا متسأنفا لا تكتمل حلقاته في التاريخ. وهي تقضي ثانيا الحرص على تعاضد الآيات القرآنية؛ نظرا لخلوها مما يدل دلالة قطعية على أي معرفة علمية قطعية؛ ذلك أن المعرفة العلمية الكونية هي من المعارف المتمايزة الي تتفاوت فيها الأنظار، وتتغاير فيها الأفكار.

يهدف البحث إلى تقديم قراءة في نظرية ما بعد الاستعمار في فكر فرانز فانون، ويتناول كتابه (معذبو الأرض) نموذجاً، للبحث في مفردات الهيمنة وسؤال الهوية، فهو يتناول الآثار المترتبة على الاستعمار، ويبحث في أبعاد المعركة التي خاضها فانون في المقاومة من منطلق نظرية من كون العالم الاستعماري عالما ثنائيا، وأن تغييره ليس معركة عقلية بين وجهتي نظر؛ وبتأكيده ضرورة استعمال القوة المادية، وبإلحاحه على قضية الوعي والبناء الثقافي ويبين البحث أهمية ما قدمه فانون من فكر تأسيسي لأقطاب نظرية ما بعد الاستعمار من موقع الطبيب النفسي، فيتحدث عن الأثر الذي يتركه الاستعمار والتمييز العنصري في سلوك كل من المستعمر والمستعمر.

يحاول البحت التطرق إلى جانب مهم من جوانب التربية لم يتطرق إليه التربويون المسلمون كثيرا ألا وهو التربية الفكرية؛ إذ اهتم أولئك التربويون بالتربية الروحية الأخلاقية التي ظلت هي المهيمنة على المفهوم العام للتربية في الوجدان الإسلامي بصفة عامة، ولدى المربين والمرشدين والدعاة بصفة خاصة. ولذلك فإنه آن الأوان لأن يولي هذا الجانب التربوي الأهمية اللائقة به، ومما يؤكد ذلك أن هذا الجانب التربوي له انعكاس مباشر علي كل أوجه التصرف الإنساني النظري والعلمي، ومما يؤكد كذلك أننا نري في واقعنا الراهن انحرافات كبري في فهم الدين خاصة، وفي ملكة الفهم عامة، وهو ما ظهر أثره في ضعف العطاء العلمي في العلوم بصفة عامة، وفي العلوم الشرعية بصفة خاصة، كما ظهر أثره في السلوك متمثلا في ظواهر التطرف والغلو والإرهاب، وكل ذلك يحدث ضررا كبيرا للأمة، وإذا بحث سببه وجد أنه يعود بالدرجة الأولى إلى صعف في التربية الفكرية.

يعد أبو الحسن الندوي من أبرز المفكرين المسلمين الذي كان لهم صيت كبير في أوساط البلدان العربية والإسلامية والذين حملوا هم الأمة الإسلامية وحاولوا بكل ما أوتوا من عطاء علمي وفكري الذود عن شخصيتها والدفاع عنها وإصلاح أوضاعها ومعالجة الأزمات التي تراكمت عليها إلى أن أصبحت أمة فقيرة لا تحمل القوة الكافية إلى أن تحمل مسؤولية الوصايا على الأمم والدعوة العالمية إلى الله، ومن أبرز الإصلاحات التي ارتآها الندوي والتي أولاها اهتمام بليغ من جهوده الفكرية والإصلاحية أزمة الحكم والسياسة. كانت فكرة الندوي في تغيير الوضع السياسي المزري التركيز على تغيير ما بالأنفس قبل الوصول إلى الحكم أو المناداة بتغيير أوضاعه، تغيير النفس وإصلاحها إيمانياً وأخلاقياً وروحياً وانتهاج نهج دعوة الأنبياء وأخلاقهم محاكاة لنفسيات الصحابة العادلة السوية رضي الله عنهم زمن الخلافة الراشدة، أما نظرته اتجاه السياسيين والحكام والزعماء فنطرته يسيرة من دون ترتب عواقب على ذلك فهو يرى إيصال الإيمان والدعوة إليهم وبهذا نتجنب نفور السياسيين من الدين وتجنب الصدام والصراع.

تتعرض هذه الورقة البحثية لإشكالية التراث لدى كل من: \"محمد أركون\" و\"طه عبد الرحمن\"، سواء على مستوى المفهوم أو أدوات وآليات التناول، حيث يمثل كل منهما - أي أركون وطه - اتجاهاً بذاته داخل الفكر العربي حيال الموقف من التراث، فبينما عمد أركون إلى إعمال معول النقد والتفكيك لبنية التراث باستخدام عدة منهاجية غربية حديثة والحفر في طبقاته المتراكمة، اتجه \"طه\" إلى منحى التأصيل بغية تقديم رؤية تكاملية للتراث وإنتاج أدوات لقراءة التراث من التراث ذاته، وعلى الرغم من ذلك تظل الحداثة في كلتا المقاربتين غاية يرنو إليها كل من: طه وأركون وإن تباينت دلالة الحداثة وكنهها لديهما.