Explore the vast range of titles available.

تناولت الدراسة شخصية المعتمد بن عباد بين التاريخ والأدب. نحن نعلم أن أدبية التاريخ شاعت في أدبنا المعاصر ولم تقتصر على فن أدبي معين وإنما طوقت الفنون الأدبية جميعها. والمعتمد بن عباد من الشخصيات التي جعلها الأدباء محوراً لأعمالهم الفنية فقد رصدوا صورة المعتمد في التاريخ وعملوا على محاورتها وتحويرها لتعطي صورة جلية عن الماضي التليد وتعكس الآلام التي يئن منها المواطن العربي وتحدق بالمخاطر التي تتهدد أمن العرب أولاً ووجودهم ثانياً. ومن هؤلاء الأدباء الكاتب الأديب المصري على الجارم في رواية شاعر ملك. وتناولت هذه الدراسة الأخبار التي رصدتها كتب التاريخ عن حياة المعتمد، وأحداث عصره، والمخاطر التي كانت تهدد وجود بإشبيليه والأعمال التي قام بها وحاول بوساطتها المحافظة على ملكه وإن كان له دور كبير في ثلول عرشه من جهة، ومن جهة أخرى اهتمت هذه الدراسة بالجانب الأدبي إذ عملت على تحليل رواية \"شاعر ملك\" للجارم تحليلاً أدبياً إذ بينت عناصرها الفنية من مكان وزمان وأحداث وشخوص وحبكة ونهاية ووضحت أغراضه من تأليف هذه الرواية حين توقفت عند التوظيف الفني في حياة المعتمد بن عباد الذي وجد الجارم بهذا التوظيف نقداً لاذعاً للحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعيشها المواطن المصري في النصف الأول من القرن الماضي (القرن العشرين). وقد بينت الدراسة الأسلوب الذي أبدعه الجارم في روايته إذ اتكأ على الألفاظ الجزلة والتراكيب الرصينة والتصوير الفني البارع لينقلنا إلى مرابع اشبيليه أولاً وليجعل من تلك المرابع مرآة يعكس عليها آهات الحاضر والمخاطر التي تهدد هوية العرب ووجودهم، وأظهرت هذه الدراسة أن الأديب في نقده للواقع يلجأ إلى تغيير الأحداث أو ابتكار أحداث أخرى ليسقط معاناة الحاضر على زلات الماضي وسقطاته وهذا ما استنبطناه من الجزء الموسوم بالموافقة التاريخية.