Explore the vast range of titles available.

إن الخلاف في حكم كشف المرأة لوجهها خلاف قديم، تعددت فيه الأدلة، وتنوعت، وغاية ما يستند إليه المبيحون لكشف وجه المرأة، عدم وجود النص القاطع الدال على التحريم، إضافة إلى وجود دليل من السنة يرونه نصاً في عدم التحريم بالاستناد إلى لفظ ورد في بعض الروايات، فيه دلالة علي كشف امرأة خثعمية لوجهها في الحج، على مرأى من رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولم ينكر عليها ذلك، وأنكر على الفضل بن عباس الذي كان ينظر إليها. وبعد تحرير الخلاف في ألفاظ الحديث وأقوال العلماء فيه، فإنني أرى أن أمر الخثعمية لا يعدو كونها ساترة وجهها، والفضل أعجبه قدها وقوامها، وفي هذه الحالة لا تحتاج إلى إنكار أو تبليغ بالحجاب؛ وذلك لأن الألفاظ التي دلت على كشفها لوجهها من الحسن والوضاءة لم ترد في جميع الروايات، بل الأكثر رووها دون ذكر لهذه الألفاظ. فالرواية المحفوظة عن الزهري - وهي التي رواها أصحابه الأثبات، وتوبع عليها -، هي الرواية الخالية من لفظ وضيئة، أو حسناء. وعلي فرض ثبوت هذه الألفاظ، فليس في الرواية التصريح بأن المرأة كانت كاشفة الوجه، وكلمة وضيئة: أي بيضاء.. جميلة.. حسناء.. جسمها حسن، وحتى تحكم لامرأة بالبياض والوضاءة ليس شرطاً أن تنظر إلى وجهها، بل يكفي أن يظهر لك شيء من يديها.. أو ترى أطراف قدميها.. فتعلم بياضها ونضارة جلدها.. فلا يصح أن نجزم أن المرأة كانت كاشفة وجهها.

يعد البحث في سير الأئمة والتابعين من الأمور الأساسية في التاريخ الإسلامي، لأنهم الدعائم التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وصلاحه ووحدته، والأعمدة التي أقيمت عليها دولة الإسلام، ومن أولئك الأئمة الإمام الأوزاعي، صاحب المساهمات الكبيرة في الجوانب العلمية خاصة الفقه. قسم البحث إلى مقدمة وثلاثة مباحث، تحدث الأول عن نشأة الإمام الأوزاعي وأصله، حيث عالج الثاني مذهب الإمام الأوزاعي وأثره في بلاد الشام، وتناول المبحث الثالث وفاة اغتيال الإمام الأوزاعي.

: يقوم هذا البحث بمحاولة حصر أصحاب الإمام الأوزاعي، ممن يعدون من أصحابه، أو ذكروا في أصحابه، وتبين للباحث خلاف ذلك، مع التعريف بهم، وجمع الأقوال فيهم لبيان منزلتهم في الرواية عن الأوزاعي، ثم بعد ذلك يقوم الباحث بتحديد طبقة كل راو منهم، ومجموعه رواياته عن الأوزاعي في الكتب الستة، ومقدار ما أخرج له البخاري ومسلم من الروايات. وقد قدم الباحث للبحث بمقدمة تبين أهميته، وعدم وجود دراسة سابقة حول هذا الموضوع،ثم ترجم ترجمة موجزة للإمام الأوزاعي، ثم ذكر هؤلاء الرواة مرتبين على حروف الهجاء، ثم رتبهم حسب طبقاتهم. ومن أهم نتائج البحث: بيان طبقات أصحاب الأوزاعي، والموازنة بينهم، لما في ذلك من الأثر في الترجيح بين رواياتهم عند الاختلاف، وعند التفرد.

إن سيرة الإمام عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي مع السلطة والمجتمع لا تقل أهمية عن أفكاره الفقهية والحديثية، فقد عاصر تسعة خلفاء من الدولة الأموية، فشهد قوة دولتهم وزوالها، كما عاصر أول خليفتين من خلفاء بني العباس، فكان قريباً من أحداث تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ الأمة، ولذا سعت الدراسة للكشف عن النصيحة عند الإمام الأوزاعي في ضوء علاقته مع السلطة والمجتمع، وذلك من خلال التركيز على مواقف الإمام الأوزاعي من السلطة، وأوجه العلاقة القائمة بينه وبين الخلفاء والولاة الذين عاصرهم، والأغراض التي حرص على تحقيقها معهم. كما كشفت عن طبيعة علاقته مع مجتمعه فقد كان ليس ببعيد عن مجتمعه وكان قريب من حاجاتهم ومتابع لأمورهم ولا يبخل عليهم بموعظة، وكان حريص على تعليمهم ولم يبخل على أحد بعلمه ولم يقبل من أحد مالا أو هدية لقاء ذلك. كما كشفت الدراسة عن أن الامام كان شديد التواضع محباً لمجتمعة كما كان يوقر أهل العلم ويعطيهم حقهم، كما كانت آراءه في العقائد تتفق مع الجماعة وحض على التمسك بعقيدة أهل السنة. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018